الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

بحث الشعر الجاهلي خصائص مكانة


الشعر الجاهلي:  
يعتبر الشعر في العصر الجاهلي اسبق واكثر انتشارا من النثر لأن الشعر يقوم علي الخيال والعاطفة أما النثر فيقوم علي التفكير والمنطق. والخيال أسبق وجوداً من التفكير والمنطق. انتشار الأمية بين العرب وقدرتهم العالية على الحفظ. ولايمكن معرفة بداية الشعر العربي بدقة ; لأن لم يكن العصر الجاهلي عصر تدوين منظم فلا نعرف شعراً عربياً – حسب جهودنا – إلا قبل الإسلام بقرن ونصف ولكن الشعر الذي وصلنا كان شعراً جيداً مما يدل انه كان هناك محاولات سابقة. كان للشعر منزلة عظيمة، وكان دور الشعر بارز في نشر أمجاد القبائل والإشادة بأحسابها، ويسجل للأجيال مفاخرها.
بدايات  الشعر الجاهلي وتدوينه:
الشعر الجاهلي قديم موغل في القدم، وقد مر بأطوار ومراحل، فمن عهد بداية وطفولة إلى عهد ترعرع إلى ازدهار واستواء. وقد وصلنا الشعر الجاهلي مستوياً من حيث الشكل الموزون المقضي والأسلوب الجميل الموجز والخيال الخصب وفي لغته القوية.
    ولم يكن هذا الاستواء نتيجة عمل شخص معين، بل كان عمل أجيال متعاقبة. وليس بالإمكان تحديد فترة معينة لبدء تلك المحاولات ولكن ما بأيدي الرواة يصل إلى مائتي سنة قبل الهجرة على أعلى تقدير كما قال الجاحظ ) وأما الشعر فحديث الميلاد صغير السن وأول من نهج سبيله وسهل الطريق إلية امرؤ القيس بن حجر ومهلهل ربيعة. فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له إلى أن جاء الله بالإسلام خمسين ومائة عام وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام(. علماً بأنه يتحدث هنا عن الشعر الناضج المكتمل.
    وهناك دلائل تشير إلى أن هذا الشعر المكتمل الذي وصل إلينا قد سبق ببعض المحاولات ومن ذلك قول امرئ القيس:
عوجاً على الطلل المحيل لأننا                   نبكي الديار كما بكى ابن حذام
وكذلك يقول عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم                    أم هل عرفت الدار بعد توهم
وهذا دليل على أن عنترة مسبوق بأجيال من الشعراء استنفذوا المعاني الجيدة والتعابير الجميلة .
خصائص الشعر الجاهلي:
1- الصدق: كان الشاعر يعبر عما يشعر به حقيقة مما يختلج في نفسه بالرغم من انه كان فيه المبالغة ، مثل قول عمرو بن كلثوم .
2- البساطة: ان الحياة الفطرية والبدوية تجعل الشخصية الانسانية بسيطة ، كذلك كان اثر ذلك على الشعر الجاهلي .
3- القول الجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامة ، فمثلا قالوا في امرئ القيس بقصيدته «قفا نبك‏» انه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد .
4- الاطالة: كان يحمد الشاعر الجاهلي ان يكون طويل النفس ، اي يطيل القصائد واحيانا كان يخرج عن الموضوع الاساسي ، وهذا يسمى الاستطراد .
5- الخيال: هو ان اتساع افق الصحراء قد يؤدي الى اتساع خيال الشاعر الجاهلي .
الخصائص المعنوية والفنية:
أ‌- الخصائص الفنية:
1-     تميل إلى الخشونة والفخامة.
2- خالية من الأخطاء، والألفاظ الأعجميّة لأنـّهم لم يختلطوا بغيرهم.
              3- تخلو من الزخارف والتكلّف والمحسّنات المصنوعة.
              4- تميل إلى الإيجاز.
أهم ما يلاحظ على الشعر الجاهلي أنه كامل الصياغة ،فالتراكيب تامة ولها دائماً رصيد من المدلولات تعبر عنه وهي في الغالب مدلولات حسية والعبارة تستوفي أداء مدلولها فلا قصور فيها ولا عجز ، وهذا الجانب في الشعر الجاهلي يصور رقياً لغوياً.
واستعانوا منذ أقدم أشعارهم بطائفة من المحسنات اللفظية والمعنوية بغرض التأثير في السامع ، وأكثر هذه المحسنات هو التشبيه ،وقد برعوا فيه كثيراً ، ونجد في أشعارهم الاستعارة بنوعيها (المكنية والتصريحية) ، وكذلك الطباق والجناس وكلها محسنات عنى بها الشاعر الجاهلي حتى يخلب ألباب السامعين ، وتصور هذه المحسنات ما كان يودعه الشاعر في قصيدته من جهد فني كبير.
ب‌- الخصائص المعنوية:
2-     تخلو من المبالغة الممقوتة.
 2- بعيدة عن التعقيد.
3- غالباً تقوم على وحدة البيت لا وحدة القصيدة.
 4- منتزعة من البيئة البدوية.
- معاني الشعر الجاهلي معاني واضحة و بسيطة ليس فيها تكلف ولا إغراق في الخيال.
-الشعر الجاهلي يعد وثيقة دقيقة لمن يريد معرفة حياة الشاعر وبيئته.
-الشاعر الجاهلي لا يحلل خواطره وعواطفه إزاء ما يتحدث فيه ،فهولا يعرف التغلغل في خفايا النفس الإنسانية.
-يتصف الشعر الجاهلي جميعه بالحسية في التشبيه، فالشاعر يستمد تشبيهاته من عالمه المادي فيشبه المرأة بالشمس والرمح والغمام والظبية ويشبه الرجل بالليث والبحر والعقاب.
-الحسية في التشبيه جعلت معاني الشعر الجاهلي محددة وليست متسعة.
-شيوع الحركة في معانيهم وهي مستمدة من البيئة الجاهلية التي لم تكن تعرف الثبات والاستقرار.
-الإيجاز وسرعة الانتقال من معنى لآخر فالشاعر لا يقف طويلاً أمام المعنى الواحد ، فهو لا يعرف الإطناب والهدوء.
-وجود ضرب من الروح القصصية في أشعارهم كوصف الصعاليك لمغامراتهم ،إلا أن هذه الروح لم تتسع كثيراً في شعرهم بسبب ميلهم للسرعة والإيجاز.
ج- خصائص الخيال:
1-     واسع يدلّ على دقّـة الملاحظة.
 2- صور الشعر الجاهلي تمثّل البيئة البدوية.
      3- صور الشعر الجاهلي ليست متكلّفة.
     4- الصّور الجاهلية تعتمد على الطابع الحسّي.
مكانة الشعر الجاهلي:
1- القيمة الفنية: وتشمل المعاني والأخيلة والعاطفة والموسيقى الشعرية ، حيث نظم الشاعر الجاهلي أكثر شعره على أوزان طويلة التفاعيل .
2-
القيمة التاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها إلى السلطة ، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخص أحوال الجزيرة وأحوال العرب الاجتماعية  والسياسية والعقلية وغيرها.
موضوع شعر المعلّقات:
     لو رجعنا إلى القصائد الجاهلية الطوال والمعلّقات منها على الأخصّ رأينا أنّ الشعراء يسيرون فيها على نهج مخصوص; يبدأون عادة بذكر الأطلال ، وقد بدأ عمرو بن كلثوم مثلاً بوصف الخمر ، ثمّ بدأ بذكر الحبيبة ، ثمّ ينتقل أحدهم إلى وصف الراحلة ، ثمّ إلى الطريق التي يسلكها ، بعدئذ يخلص إلى المديح أو الفخر (إذا كان الفخر مقصوداً كما عند عنترة) وقد يعود الشاعر إلى الحبيبة ثمّ إلى الخمر ، وبعدئذ ينتهي بالحماسة (أو الفخر) أو بذكر شيء من الحِكَم (كما عند زهير) أو من الوصف كما عند امرئ القيس .
     ويجدر بالملاحظة أنّ في القصيدة الجاهلية أغراضاً متعدّدة; واحد منها مقصود لذاته (كالغزل عند امرئ القيس ، الحماسة عند عنترة ، والمديح عند زهير.
فالشعر عند العرب غذاء وطرب وعلم وسمر لم يكن لهم علم أصح منه، وبقي هذا شأن الشعر حتى جاء الإسلام .و على الرغم من انشغال العرب بالإسلام والقرآن والفتوحات فإنهم لم يهجروا الشعر ولم يتركوا روايته، وكيف يكون ذلك وكان الرسول صلى الله علي وسلم يستمع للشعر ويستحسنه ويوجهه، إضافة إلى استخدامه في مواجهة الكفار.
ومن أهم أسباب الاهتمام بالشعر وجمعه:
١ - الحفاظ على القرآن الكريم ومعرفة تفسيره.  يقول ابن عباس رضي الله عنه:  "إذا قرأتم شيئاً من كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه في أشعار العرب فإن الشعر ديوان العرب".
٢ - كما كان من أسباب الجمع ودراسة الشعر استنباط قواعد اللغة 
     وحركاتها.
٣ - كذلك كان الاهتمام به لمعرفة الأيام والأخبار والأنساب لدى العرب،
     فقدكان ديوانهم وسجل حياتهم.
المعلقات  : وقد اختلفوا في تسميتها وسبب تلك التسمية وعددها وأصحابها، فهي مجموعة القصائد تضم عيوناً من الشعر الجاهلي اختارتها العرب من بين أشعارها لما رأوا من عظيم شأنها. والجميع يتفق على أصالتها وعلو درجتها الفنية والثقة بها.
عدد القصائد المعلّقات:    لقد اُختلف في عدد القصائد التي تعدّ من المعلّقات ، فبعد أن اتّفقوا على خمس منها; هي معلّقات : امرئ القيس ، وزهير ، ولبيد ، وطرفة ، وعمرو بن كلثوم . اختلفوا في البقيّة ، فمنهم من يعدّ بينها معلّقة عنترة والحارث بن حلزة ، ومنهم من يدخل فيها قصيدتي النابغة والأعشى ، ومنهم من جعل فيها قصيدة عبيد بن الأبرص ، فتكون المعلّقات عندئذ عشراً .
أصحاب المعلقات:
1-  امريء القيس بن حجر بن الحارث الكندي .
2- طرفة بن العبد البكري .
3- زهير بن أبي سلمى المزني .
4- لبيد بن ربيعة العامري .
5-عمرو بن كلثوم التغلبي .
6- عنترة بن شداد العبسي .
7- الحارث بن حلزة اليشكري .
8- الأعشى ميمون البكري .
9- النابغة الذبياني .
10- عبيد بن الأبرص الأسدي .
تحميل  بحث الشعر الجاهلي خصائص مكانة doc

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق