الأحد، 17 نوفمبر 2019

بحث علم الطب عند العرب في العصر الجاهلي


علم الطب عند العرب :
    من العلوم الملازمة لحياة الإنسان ، ولذلك لا توجد أمة من الأمم إلا ولها حظها منه ، قل أو كثر حسب درجة رقيها وثقافتها ، وقد عرف العرب في الجاهلية الطب ـ رغم أنهم كانوا أمة أمية نصيبها من الفنون العلمية محدود ، معارف أطبائهم العلمية تحصل عن طريق الوراثة والتجريب ، واشتهر ذلك بين أطباء البدو أو الأعراب ، وهو ما عُرف بطب العرف والعادة .
     وهو طب موروث، يداوي بالوصفات التي داوى بها الآباء والأجداد، دون تغيير وتبديل وجدل ونقاش. ..بدائي تقليدي .. ، يعتمد في مداواته على قدرة القبيلة، وعلى ما يجده الطبيب حوله من نبات وأعشاب وحيوان ونار فيداوي بها، وما زال الأعراب على طبهم هذا، يداوون به على نحو ما داوى أجدادهم وأجداد أجدادهم في الإسلام وقبل الإسلام.
    ومن أهم صفات هذا الطب ، أنه طب لا يثق إلا بنفسه، ولا يرى الشفاء إلا من أطبائه وبأدويته المتعارفة عنده ، والمريض الأعرابي لا يعمل إلا بطب أصحاب الخبرة من الشيبة والعجائز الذين عرفوا بممارستهم معالجة المرضى ، وللسن عندهم قيمة في نجاح المعالجة والحصول على الشفاء، فالسن تجربة وعلم، ولذلك فللمسن المعالج الذي يرجع إليه عند الشكاية من الألم والمرض تأثير كبير على المريض من الناحية النفسية، لاعتقاده بأن السنين تزيد في خبرة الإنسان ، وتضيف إلى علمه القديم علمًا جديدًا؛ لذلك يثق المرضى به
أو تحصل عن طريق التعلم على يد أطباء محترفين ممن سبقهم في هذا الشأن ، واشتهر ذلك بين أطباء المدن ، ومن أقاموا في الحضر، وربما كان من هؤلاء الأطباء من تعلم في نيسابور مركز الطب والعلوم في الامبراطورية الساسانية أو في أماكن من بلاد الشأم" فقد كان الطبيب الحاذق محتاجًا في هذا اليوم إلى تعلم هذا العلم في أماكن متعددة للاستفادة من تجارب الأطباء ، وقد كان السفر متصلًا غير منقطع، فلا يستبعد قدوم الأطباء وطلاب الطب من جزيرة العرب إلى هذه الأماكن للتعلم فيها.
 كانت للعرب في الجاهلية تجاربهم في الطب، وقد أضافوا إليها ما اكتسبوه من الأمم المجاورة كالفرس والهنود وغيرهم. وقد انتهجوا طريقتين للعلاج أولاهما الكهانة والعرافة، والثانية ما خبروه من عقاقير نباتية إضافة إلى الكي والحجامة والفصد. ومن أبرز أطباء الجاهلية زهير الحِمْيري، وابن حزيم، والحارث بن كلدة صاحب كتاب المحاورة في الطب ، والنضر بن الحارث.
علاج المرضى:
كانوا يرون ان الملدوغ والملسوع لو كان معه شي من النحاس مات ،وكانوا يعالجونها بإناطة عقود وقلائد الذهب والفضة برقبتهما وكانوا يعالجون عضة الكلب المكلوب (دا الكلب) بدم كبير القبيلة او شيخ العشيرة يضعونه على موضع الجراح، وقد جاء هذا المعنى في هذا البيت المعروف:
 وكانوا اذا ظهرت على احد منهم سمات مس الجنون لجؤوا لطرد الارواح الشريرة منه الى عظام الموتى والاقمشة الملوثة بالأوساخ والقاذورات فعلقوها برقبته ولدفع الجنون عن الجنين والبنين كانوا يعلقون سن السنور والثعلب بخيط فيعلقونها برقابهم وكانت الام اذا رات في فم او شفاه اولادها بثورا حملت على راسها طبقا وطافت على دور القبيلة فجمعت شيئا من الخبز والتمر واطعمتها الكلاب ليطيب بنوها وكان نساء الحي يراقبن ابنائهن كيلا يأكلوا شيئا من ذلك الخبز والتمر فيصابوا بذلك الداء
وأشهر الأطباء العرب الذين ورد ذكرهم في تلك الفترة :
- الحارث بن كلدة الثقفي (ت 13هـ) الذي رحل إلى بلاد فارس " وأخذ الطب عن (جنديسابور) ثم عاد إلى بلاده (4) وأقام بالطائف فنال شهرة واسعة في تطبيبه ، حتى إن النبي عليه السلام بعد بعثته كان يأمر الناس بالذهاب إليه().
ورغم أنه عاش ومارس طبه في بيئة بدائية إلا أن نصائحه وتعاليمه لا يزال لها تقديرها بين أطباء العصر الحديث مثل قوله :" من بلغ الخمسين فلا يقربن الحجامة ولا يأخذ الدواء إلا ما لا بد منه إنه لا يصلح شيئا إلا أفسد " ().وقوله :" الداء الدوي .. إدخال الطعام على الطعام " ()..وقوله : " قلل من طعامك يكن أهنأ لنومك"() .
لتحميل بحث علم الطب عند العرب في العصر الجاهلي DOC
لتحميل بحث علم الطب عند العرب في العصر الجاهلي PDF


السبت، 16 نوفمبر 2019

بحث علم النسب الانساب والقبائل حكم الانساب في الجاهلية


أهمية علم النسب عند العرب في الجاهلية :
اشتهر العرب في عصر ما قبل الإسلام باهتمامهم بالأنساب والمحافظة عليها، بسب الوضع القبلي السائد في الجزيرة منذ القدم ، ويتحلى العربي بالشجاعة والكرم والشهامة والتعصب القبلي والولاء للعشيرة وتقاليدها وقيمها ، كان العرب قبل الإسلام لا تجمع قبائلهم تحت لواء أمير وملك الا ما ندر.
أهتم العرب في الجاهلية بأنسابهم قبل الإسلام اهتماما كبيراً ، وهو امر يتناسب تماما مع طبيعة حياتهم الاجتماعية،حيث ان القبيلة كانت تمثل الوحدة السياسية والاجتماعية عند العرب ، وكان النسب عند العرب يمثل النواة التي تجتمع حولها كل قبيلة ، وحلقة الوصل القوية التي تربط بين أبناء القبيلة الواحدة كما يظهر ذلك في تكافل الإفراد في دفع الدية وواجب الدفاع عن حمى القبيلة.
فللنسب أهمية كبيرة في حياة افراد القبيلة الواحدة ، لأن بعض القبائل قد ينفصل منها بعض افرادها ويكونون قبيلة مستقلة او تندمج القبيلة بأكملها بقبائل أخرى بأعتبارات سياسية اوأقتصادية ولكنها تبقى متصلة بالقبيلة الام برابط النسب.
وان علم النسب من العلوم المهمه التي خص الله بها العرب  في الجاهلية ، وليس الاهتمام بهذا العلم وليد عصر جديد او مختص ببلاد معينة فهو منذ خلق الله الأرض وما عليها فقد اختص العرب بمعرفة الأنساب كما اختص كل طائفة بعلم خاص بهم حيث اختص الروم بعلوم الطب ولأهل اليونان الحكمة والمنطق ولأهل الهند التنجيم والحساب ولأهل الصين الصنائع وللعرب الأمثال والنسب لذا فان هذا العلم خاص بهم وقد حفظ العرب أنسابهم فكل واحد يحفظ نسبه إلى عدنان او قحطان او الى إسماعيل او ادم عليهم السلام ولا يدخل في انساب العرب الدعي وخلصت أنسابهم من شوائب الشك والشبه.
وفي ذلك يقول ابن حزم في كتاب جمهرة أنساب العرب (( وانك لترى البدوي منهم ذاهباً خلف ثلة من الضأن تركها اذا خاطبته وجدته أحمق الناس واجهلهم بكل شئ وهو مع ذلك يعرف قبيلته وبطنه وفخذه وربما رفع نسبه الى جده الأعلى )) .
وبذلك ظلت أنسابهم محفوظة نقية خالصة من الشك والشبهة فالعرب هم الذين حفظوا النسب وضبطوه، وكان العرب اذا فرغوا من المناسك حضروا سوق عكاظ في مكة يتفاخرون بأنسابهم فرأوا ذلك من تمام الحج . وفي ذلك قوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ) سورة البقرة الاية (200) .
فهذا النسب، على هذه الشاكلة ظاهرة إيجابية، ومفهوم جيد في الحياة القبلية العربية. لأنه يربط شمل القبيلة، ويجمع شتاتها ويحميها من كل معتد أو طامع. لكنه حين يدفع إلى التفاخر والخيلاء، والزهو والغطرسة، يصبح ظاهرةً سلبيةً منبوذةً. يجب كشف ضررها، وبيان المناحي السلبية فيها.
وهي إذ تصبح كذلك، تنبذ ويؤخذ بالحسب بدلاً منها. وهذا سر نبذ الإسلام للتفاخر بالأنساب، واحترامه للحسب، على أنه الفعل الحسن كما في الحديث النبوي: "حسب الرجل خلقه(5) " وحسب المرء دينه مروءة عقله، وحسبه(6) عقله أيضاً.
وبهذا يكون الحسب أحياناً معززاً للإيجابي من النسب، وملتزماً معه بفائدة المجتمع وجزءاً من لخير العام الذي ينمّي القيم والمفاهيم الإيجابية.
وقد أكد بعض الشعراء قيمة هذا التلازم بين النسب والحسب، ليأتي منهما الخير العميم، وإلا فالنسب الكريم دون حسب يحميه يصبح لئيماً ذميماً كما في قول المتلمّس(7) :
ومن كان ذا نسب كريم، ولم يكن ... له حسب، كان اللئيم المذمما(8)
ويجنح هذا المفهوم إلى السلبية المغرقة حين يدفع كثيراً من القائلين به إلى التطرف بالتفاخر، وهو التعاظم، فيصبح هذا التفاخر من أهم مظاهر الحياة الاجتماعية سلبية(9) .
وينشغل العرب بهذا الأمر، فيتفاخرون بالآباء والأجداد، وبالسيادة والشرف، وبالكثرة، وبالحسب(10) . ويجرّهم هذا التفاخر إلى الشطط، والتخلف الاجتماعي المؤلم، فيحصل النزاع بين قبيلتين أو أكثر.
وقد علا هذا النبر السلبي ذات مرة في المدينة وجر إلى نزاع بين قبيلتين من الأنصار، بني حارثة، وبني الحارث، فتفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان وفلان، وقال الآخرون مثل ذلك. تفاخروا بالأحياء، ثم قالوا انطلقوا بنا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثل فلان ومثل فلان؟ يشيرون إلى القبر وتقول: الأخرى مثل ذلك، فأنزل الله(11) : "ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر(12) ".
وقد اشتهر في هذا المنحى قول للشاعر المخضرم عمرو بن معد يكرب الزبيدي، يقول فيه(13) :
ليس الجمالُ بمئزرٍ ... فاعلم وإن رُدّيت بُرْدَا

إن الجمالَ معادنٌ ... ومناقبٌ أورثنَ حَمْدَا
فعمرو - الذي أسلم فيما بعد - لا يكتفي بالمناقب، وهي الأعمال والخصال الحميدة، بل يصرّ على المعادن، وهي الطبائع الشريفة التي يرثها الرجل عن آبائه.
إذا كانت المناقب وجهة إيجابية، فإن التفاخر بالمعادن فقط وجهة سلبية، إذا لم يرافقها من المناقب ما يثبت ذلك فالأصل تتبعه الفروع وكي تكون الفروع مثل الأصل، يجب أن تَحْمِلَ مناقبَ الأصلِ كذلك.
وقد بلغ من إيمانهم بالنسب أن اعتقدوا أن النسب الوضيع - أو اللئيم كما سموه - لا يزكيه عمل مهما يكن حميداً!.. ومن هذا ندرك أنهم قبل الإسلام كانوا يؤمنون بأرستقراطية مسرفة تساوي في إسرافها الأرستقراطية الإنجليزية في العصر الفيكتوري، حين كان الإنجليز يؤمنون أن بعض الدماء زكية أو (زرقاء) بطبيعة وراثتها، وأن من ولد من العامة لا يصير أبداً إلى أن يكون من الأشراف، حتى قالوا: (أن الملك يستطيع أن يمنح الألقاب ولكنه لا يستطيع أن يجعل من الشخص العادي جنتلماناً(14) .
وقد جعلهم هذا المفهوم متغطرسين أحياناً، بحيث أن كثيراً منهم كان يعقد الأولويّة لنفسه في كل شيء، لأنه أفضل منهم، بل ربما غالى فجعل نفسه أفضل من كل الأموات أيضاً، ولو عُدّت قبور هؤلاء الموتى واحداً بعد واحد، كما جاء على لسان الشاعر الجاهلي عصام بن عبيد الزمّاني(15) في رسالة شعرية أرسلها إلى أحد أصدقائه(16) :
أبلغ أبا مَسْمَعٍ عنّي مغلغلةً ... وفي العتاب حياةٌ بين أقوام
أدخلتَ قبلي قوماً لم يكنْ لهم ... في الحق أن يدخلوا الأبواب قدّامي
لو عُدَّ قبرٌ وقبرٌ كُنْتُ أكرَمهم ... ميتاً وأبعدَهم من منزلِ الذَّامِ


تحميل بحث علم النسب الانساب والقبائل حكم الانساب في الجاهلية doc
بحث علم النسب الانساب والقبائل حكم الانساب في الجاهلية   pdf

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

بحث الشعر الجاهلي خصائص مكانة


الشعر الجاهلي:  
يعتبر الشعر في العصر الجاهلي اسبق واكثر انتشارا من النثر لأن الشعر يقوم علي الخيال والعاطفة أما النثر فيقوم علي التفكير والمنطق. والخيال أسبق وجوداً من التفكير والمنطق. انتشار الأمية بين العرب وقدرتهم العالية على الحفظ. ولايمكن معرفة بداية الشعر العربي بدقة ; لأن لم يكن العصر الجاهلي عصر تدوين منظم فلا نعرف شعراً عربياً – حسب جهودنا – إلا قبل الإسلام بقرن ونصف ولكن الشعر الذي وصلنا كان شعراً جيداً مما يدل انه كان هناك محاولات سابقة. كان للشعر منزلة عظيمة، وكان دور الشعر بارز في نشر أمجاد القبائل والإشادة بأحسابها، ويسجل للأجيال مفاخرها.
بدايات  الشعر الجاهلي وتدوينه:
الشعر الجاهلي قديم موغل في القدم، وقد مر بأطوار ومراحل، فمن عهد بداية وطفولة إلى عهد ترعرع إلى ازدهار واستواء. وقد وصلنا الشعر الجاهلي مستوياً من حيث الشكل الموزون المقضي والأسلوب الجميل الموجز والخيال الخصب وفي لغته القوية.
    ولم يكن هذا الاستواء نتيجة عمل شخص معين، بل كان عمل أجيال متعاقبة. وليس بالإمكان تحديد فترة معينة لبدء تلك المحاولات ولكن ما بأيدي الرواة يصل إلى مائتي سنة قبل الهجرة على أعلى تقدير كما قال الجاحظ ) وأما الشعر فحديث الميلاد صغير السن وأول من نهج سبيله وسهل الطريق إلية امرؤ القيس بن حجر ومهلهل ربيعة. فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له إلى أن جاء الله بالإسلام خمسين ومائة عام وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام(. علماً بأنه يتحدث هنا عن الشعر الناضج المكتمل.
    وهناك دلائل تشير إلى أن هذا الشعر المكتمل الذي وصل إلينا قد سبق ببعض المحاولات ومن ذلك قول امرئ القيس:
عوجاً على الطلل المحيل لأننا                   نبكي الديار كما بكى ابن حذام
وكذلك يقول عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم                    أم هل عرفت الدار بعد توهم
وهذا دليل على أن عنترة مسبوق بأجيال من الشعراء استنفذوا المعاني الجيدة والتعابير الجميلة .
خصائص الشعر الجاهلي:
1- الصدق: كان الشاعر يعبر عما يشعر به حقيقة مما يختلج في نفسه بالرغم من انه كان فيه المبالغة ، مثل قول عمرو بن كلثوم .
2- البساطة: ان الحياة الفطرية والبدوية تجعل الشخصية الانسانية بسيطة ، كذلك كان اثر ذلك على الشعر الجاهلي .
3- القول الجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامة ، فمثلا قالوا في امرئ القيس بقصيدته «قفا نبك‏» انه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد .
4- الاطالة: كان يحمد الشاعر الجاهلي ان يكون طويل النفس ، اي يطيل القصائد واحيانا كان يخرج عن الموضوع الاساسي ، وهذا يسمى الاستطراد .
5- الخيال: هو ان اتساع افق الصحراء قد يؤدي الى اتساع خيال الشاعر الجاهلي .
الخصائص المعنوية والفنية:
أ‌- الخصائص الفنية:
1-     تميل إلى الخشونة والفخامة.
2- خالية من الأخطاء، والألفاظ الأعجميّة لأنـّهم لم يختلطوا بغيرهم.
              3- تخلو من الزخارف والتكلّف والمحسّنات المصنوعة.
              4- تميل إلى الإيجاز.
أهم ما يلاحظ على الشعر الجاهلي أنه كامل الصياغة ،فالتراكيب تامة ولها دائماً رصيد من المدلولات تعبر عنه وهي في الغالب مدلولات حسية والعبارة تستوفي أداء مدلولها فلا قصور فيها ولا عجز ، وهذا الجانب في الشعر الجاهلي يصور رقياً لغوياً.
واستعانوا منذ أقدم أشعارهم بطائفة من المحسنات اللفظية والمعنوية بغرض التأثير في السامع ، وأكثر هذه المحسنات هو التشبيه ،وقد برعوا فيه كثيراً ، ونجد في أشعارهم الاستعارة بنوعيها (المكنية والتصريحية) ، وكذلك الطباق والجناس وكلها محسنات عنى بها الشاعر الجاهلي حتى يخلب ألباب السامعين ، وتصور هذه المحسنات ما كان يودعه الشاعر في قصيدته من جهد فني كبير.
ب‌- الخصائص المعنوية:
2-     تخلو من المبالغة الممقوتة.
 2- بعيدة عن التعقيد.
3- غالباً تقوم على وحدة البيت لا وحدة القصيدة.
 4- منتزعة من البيئة البدوية.
- معاني الشعر الجاهلي معاني واضحة و بسيطة ليس فيها تكلف ولا إغراق في الخيال.
-الشعر الجاهلي يعد وثيقة دقيقة لمن يريد معرفة حياة الشاعر وبيئته.
-الشاعر الجاهلي لا يحلل خواطره وعواطفه إزاء ما يتحدث فيه ،فهولا يعرف التغلغل في خفايا النفس الإنسانية.
-يتصف الشعر الجاهلي جميعه بالحسية في التشبيه، فالشاعر يستمد تشبيهاته من عالمه المادي فيشبه المرأة بالشمس والرمح والغمام والظبية ويشبه الرجل بالليث والبحر والعقاب.
-الحسية في التشبيه جعلت معاني الشعر الجاهلي محددة وليست متسعة.
-شيوع الحركة في معانيهم وهي مستمدة من البيئة الجاهلية التي لم تكن تعرف الثبات والاستقرار.
-الإيجاز وسرعة الانتقال من معنى لآخر فالشاعر لا يقف طويلاً أمام المعنى الواحد ، فهو لا يعرف الإطناب والهدوء.
-وجود ضرب من الروح القصصية في أشعارهم كوصف الصعاليك لمغامراتهم ،إلا أن هذه الروح لم تتسع كثيراً في شعرهم بسبب ميلهم للسرعة والإيجاز.
ج- خصائص الخيال:
1-     واسع يدلّ على دقّـة الملاحظة.
 2- صور الشعر الجاهلي تمثّل البيئة البدوية.
      3- صور الشعر الجاهلي ليست متكلّفة.
     4- الصّور الجاهلية تعتمد على الطابع الحسّي.
مكانة الشعر الجاهلي:
1- القيمة الفنية: وتشمل المعاني والأخيلة والعاطفة والموسيقى الشعرية ، حيث نظم الشاعر الجاهلي أكثر شعره على أوزان طويلة التفاعيل .
2-
القيمة التاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها إلى السلطة ، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخص أحوال الجزيرة وأحوال العرب الاجتماعية  والسياسية والعقلية وغيرها.
موضوع شعر المعلّقات:
     لو رجعنا إلى القصائد الجاهلية الطوال والمعلّقات منها على الأخصّ رأينا أنّ الشعراء يسيرون فيها على نهج مخصوص; يبدأون عادة بذكر الأطلال ، وقد بدأ عمرو بن كلثوم مثلاً بوصف الخمر ، ثمّ بدأ بذكر الحبيبة ، ثمّ ينتقل أحدهم إلى وصف الراحلة ، ثمّ إلى الطريق التي يسلكها ، بعدئذ يخلص إلى المديح أو الفخر (إذا كان الفخر مقصوداً كما عند عنترة) وقد يعود الشاعر إلى الحبيبة ثمّ إلى الخمر ، وبعدئذ ينتهي بالحماسة (أو الفخر) أو بذكر شيء من الحِكَم (كما عند زهير) أو من الوصف كما عند امرئ القيس .
     ويجدر بالملاحظة أنّ في القصيدة الجاهلية أغراضاً متعدّدة; واحد منها مقصود لذاته (كالغزل عند امرئ القيس ، الحماسة عند عنترة ، والمديح عند زهير.
فالشعر عند العرب غذاء وطرب وعلم وسمر لم يكن لهم علم أصح منه، وبقي هذا شأن الشعر حتى جاء الإسلام .و على الرغم من انشغال العرب بالإسلام والقرآن والفتوحات فإنهم لم يهجروا الشعر ولم يتركوا روايته، وكيف يكون ذلك وكان الرسول صلى الله علي وسلم يستمع للشعر ويستحسنه ويوجهه، إضافة إلى استخدامه في مواجهة الكفار.
ومن أهم أسباب الاهتمام بالشعر وجمعه:
١ - الحفاظ على القرآن الكريم ومعرفة تفسيره.  يقول ابن عباس رضي الله عنه:  "إذا قرأتم شيئاً من كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه في أشعار العرب فإن الشعر ديوان العرب".
٢ - كما كان من أسباب الجمع ودراسة الشعر استنباط قواعد اللغة 
     وحركاتها.
٣ - كذلك كان الاهتمام به لمعرفة الأيام والأخبار والأنساب لدى العرب،
     فقدكان ديوانهم وسجل حياتهم.
المعلقات  : وقد اختلفوا في تسميتها وسبب تلك التسمية وعددها وأصحابها، فهي مجموعة القصائد تضم عيوناً من الشعر الجاهلي اختارتها العرب من بين أشعارها لما رأوا من عظيم شأنها. والجميع يتفق على أصالتها وعلو درجتها الفنية والثقة بها.
عدد القصائد المعلّقات:    لقد اُختلف في عدد القصائد التي تعدّ من المعلّقات ، فبعد أن اتّفقوا على خمس منها; هي معلّقات : امرئ القيس ، وزهير ، ولبيد ، وطرفة ، وعمرو بن كلثوم . اختلفوا في البقيّة ، فمنهم من يعدّ بينها معلّقة عنترة والحارث بن حلزة ، ومنهم من يدخل فيها قصيدتي النابغة والأعشى ، ومنهم من جعل فيها قصيدة عبيد بن الأبرص ، فتكون المعلّقات عندئذ عشراً .
أصحاب المعلقات:
1-  امريء القيس بن حجر بن الحارث الكندي .
2- طرفة بن العبد البكري .
3- زهير بن أبي سلمى المزني .
4- لبيد بن ربيعة العامري .
5-عمرو بن كلثوم التغلبي .
6- عنترة بن شداد العبسي .
7- الحارث بن حلزة اليشكري .
8- الأعشى ميمون البكري .
9- النابغة الذبياني .
10- عبيد بن الأبرص الأسدي .
تحميل  بحث الشعر الجاهلي خصائص مكانة doc

الأحد، 3 نوفمبر 2019

بحث حول المدرسة البنائية مدارس علم النفس للتحميل


المدرسة البنائية :
    هي أول مدرسة في علم النفس تأسست بفضل جهود وليام فونت بجامعة لايبزيغ بألمانيا ومجموعة من تلامذته ولعل من أبرزهم إدوارد تنشنز .
      وسميت بنيوية لأنها تهتم بدراسة بنية العقل الذي يتمثل في الشعور وذلك بوصف الخبرة الحسية الشعورية لدى الفرد وتحليلها الى عنصرها واكتشاف روابطها ثم تحديد موقع الأبنية المرتبطة بها في الجهاز العصبي تأثرا بالفيزياء والكيمياء في دراستهم وتحليلهم لبنية المادة، وتعني كلمة البنائية تحليل الكل الى أجزاء أوالى  عناصر مختلفة وتعرف البنيوية أيضا في علم النفس بأنه الدراسة التحليلية لعقل راشد السوي المعمم من خلال الاستبطان يمكن شرحه كما يلي:
-        الدراسة التحليلية: وتعني تحليل الخبرة الشعورية الى عناصرها الأولية .
-        العقل أو الشعور :معناه الحياة الواعية للإنسان الراشد أي استثناء الطفل من الدراسة .
-        الاستبطان : كمنهج للدراسة أو الملاحظة الذاتية المضبوطة لمحتويات الشعور ضمن شروط تجريبية .
-        الاستبطان: هو إحساس بالإحساس أو انعكاس الشعور على نفسه ويتأمل الفرد لما يجري بداخل ذهنه للكشف عن الجوانب الخفية للأفعال ووصفها وتسجيلها والتقرير بها ويشمل الاستبطان الخبرات الشعورية البسيطة والمعقدة الحاضرة والماضية.


مبادئ المدرسة البنائية :
-        تهتم بدراسة الخبرات الحسية الشعورية كموضوع.
-        تهدف من دراستها الى تحليل العمليات الشعورية الى عناصرها الأولية ومعرفة كيفية ترابطها وتحديد قوانين ترابطها.
-        لتحقيق أهدفها في دراسة الخبرات الحسية الشعورية تعتمد المنهج الاستبطاني كمنهج بحث.
-        أغلب البحوث المدرسية البنائية حول زمن الرجع ، التدكر، التفكير، الحواس (البصر أولية لها).
أهمية المدرسة البنائية :
1-  أعطت لعلم النفس دفعة علمية قوية فأصبح نسقا علميا معترفا به ومستقلا عن الفلسفة .
2-  قدمت المنهج الاستبطاني على انه المنهج الوحيد في علم النفس وحللته تحليلا دقيقا.
3-  لقد قدمت هده المدرسة كثيرا من الجمود و التحفظ حيال المدارس الأخرى كالسلوكية والوظيفية .
أهم الانتقادات التي واجهتها المدرسة البنائية :
-        أهملت عملية الشعور عند الانسان.
-        عملية الاستبطان في حد داتها تعتبر في الحالة الشعورية .
-        عملية الاستبطان ليست عملية موضوعية .
-        عدم قدرة الباحث على اكتشاف مدى صدق أو كدب ما يقوله المفحوص.
-        اللغة لا تعبر بدقة عن الفكرة .
أهم علماء المدرسة البنائية :
من أشهر علماء هده المدرسة : وليام فونت ، فلهلم فونت ، كارل ستمف ، تتشنر ، تكنر ، بورنج ، فرانر برنتانو ، فرزبوج
للتحميل اضغط هنا